مدونة الموقع

قبل أن نغرق الدنيا بهجة وابتسامات وحبورا ... تزاحم القلم الدموع على بياض الورق ... كأني بها أنقل أحزان العالم كله ... على وداع رمضان ... بعد رحلة إيمانية طبعت في النفس أسمى المعاني ... فهذبت ... و علمت ... وربت ... وفهمت ... وبينت درب النجاة ... وحين يباغتنا رحيل رمضان ... فلا نخرج من صدمة الوداع إلا بعد فوات الأوان ... لابد هذه المرة أن نتنبه أكثر ... ونحتاط أكثر ... فلا يمر الوداع دون ذكرى ... و لا يمضي رمضان عنا دون أثر ... قبل أن نتفقد كماليات العيد ... و نغرق في زحام شوارعه المحبب ... ونضيء الزينات في البيوت وفي أنفسنا ... دعونا نتفقد حاجات غيرنا الأساسية ... و قد بات ذكر العيد لهم هما ... و باتت مباهجه من أسباب الحزن و الألم ... فتذكرهم بمبلغ يسير ... لن يقوض أركان الجيوب المترفة ... وإدخال السرور على نفوسهم ... سيزيدكم طمأنينة و سيبارك الله بعيدكم و يغمره بهجة ... وقبل أن نتأمل حلل العيد بأناقتها و تألقها ... دعونا نتأكد من حلل ترتديها أرواحنا ... فلا نترك الذنوب تلوثها ... ولا المعاصي تمزقها ... لأننا سنتناقض كثيرا إن كانت هيئتنا بديعة من الخارج ... و نحن نخفي صور شوهاء داخلنا لم تطهرها التوبة بعد ... وحين تتجمل الحلوى في الأطباق الشهية ألوانا و أشكالا ... لنتذكر كم من صفات حلوة قد إكتسبناها في رمضان ... وكم لونا من ألوان الخصال الجميلة قد حصلنا ... و لنحاول أن نمسك بما حصدنا بأية وسيله وثمن ... ولعلكم ... خاصة النساء ... مشغولون بحروبكم الأزلية مع الغبار و أعمال النظافة و تفاصيلها ... متطلعون للإحسان في كل ركن و زاوية تقومون بتلميعها و تجديدها ... لتغشاها حلة العيد هي الأخرى ... فحذار أن يبرق كل شيء حولكم و تبقون منطفئين كنجوم محترقة ... و أخيرا أنشروا البهجة عبر كلمة أو بسمة ... أحيوا معاني العيد في عمل طيب ... صدقة سر ... أو صله رحم ... أحيوا نفوسكم ببهجة المؤمن و إحسانه ... و رتبوها من جديد ... عطروا داخلكم كل القيم و المعاني الراقية لتغدوا أجمل ... تماما كما تبدوا الدنيا في العيد السعيد ... جبر الله كسرنا على وداع رمضان ... ورزقنا أن نبقى رمضانيين طوال العام ... و كل عام و أنتم بخير